الإبداع كلمة أجل من أن تخطها الأنامل فالابداع عالم بلا حدود ، و تميز غير مشروط ، و عطاء متأصل ، الابداع لوحة فنية تمردت و ثارت على رسامها فعبثت
الألوان في ساحات لوحته لتنتج تميزاً و تفرداً و أصالة ، جاء من ثورة هذه الألوان آفاق واسعة و أكوان فريدة و عوالم غامضة لا بد من سبر أغوارها و كشف كنهها.
هل الابداع هو التميز ؟ أم أن التميز هو الابداع ؟ هل التميز وليد الابداع؟ أم عسـى أن التميز و الابداع وجهان لعملة واحدة ؟ اسئلة قد نتفق في اجاباتها و قد نختلف، لكن المحصلة واحدة أن الابداع أو التميز مطلب لا بد منه.
لنراجع سوياً أين نجد الابداع ؟ الابداع نجده ماثلاً في كل مكان ؛فربة المنزل تلك التي تفننت في ترتيب قطع الأثاث بطريقة ذكية و أختارت الألوان بحس فني مرهـف و ذوق عال ، و زرعت الشموع هنا و الأضواء الخافتة هناك .تلك السيدة حتماً مبدعة ، لإنها جعلت من بيتها متحفاً تجول فيه الأنظار و تصول اعجاباً و غيرة.
و تلك الطالبة التي جعلت من دفترها مرسماً؛ فخط مزخرف هنا و اطار متعرج هناك و ألوان صاخبة ضجت منها زوايا الدفتر ،تلك الطالبة مميزة لاننا لم نجد دفتر يماثل دفترها عنفواناً و خيالاً و جرأة.
أما ذلك الإنسان البارع في اختيار كلماته و جعل عباراته سيفاً قاتلاً لمن جرحه،ذلك البارع في تحويل مواقف التوتر و الانفعال و القلق و الضيق إلى أخرى ملؤها الراحة و السكينة ، هو انسان برع في امتصاص غضب الآخرين و ضيقهم بطريقة دبلوماسية راقية ، فأقام علاقات اجتماعية ناجحة أحبه كل من رآه و حزن لفراقه، ذلك الشخص هو انسان مبدع مميز لإنه ببساطة لا يشبهنا.
يا ترى هل للابداع مكان معين و زمان محدد يحصل من خلالهما؟ هل الابداع هو حكر على العلماء و العباقرة و المخترعين ؟ هل شرط الابداع أن يكون اختراع ذرياً معقداً أو نووياً مدمراً؟
أن أرى أن الصورة مختلة تماماً؛ فنجاح الموظف في تنطيم يومه الوظيفي لكي يوائم بين جميع متطلبات و ضغوطات عمله، فما أن ينتهي يومه حتى ينجز ما عليه بحرفية و اتقان و مهارة ذلك ابداع و تميز ، لانه تفرد في ذلك .
و القدرة على اختيار الملابس و الملائمة بين القطع و الألوان و الاكسسوارت و ذلك حسب نسق منظم و مهارة عالية ، هو بحد ذاته ابداع ،لانه يدفع الجميع للتساؤل و الرغبة في المحاكاة و التقليد أو حتـى السير على هداها.
الابداع : حكاية ثائر و ثورة ، هو نار أضرمت و لن تنطفأ الا انجازاً و اتقاداً و تميزاً و سبقاً لم يحصل بعد..
الابداع : رفض حازم للكلاسيكية ، هو ضرب في عرض الحائط لان نكون مستنسخين عن الآخرين ، هو جنون محبوب ، و بصمـة لن تمحيها الأيام.
الابداع و التميز كلمات تعزف على وتر واحد لتجرفنا الى شاطىء “الجديد” حيث لا أحد سوى السباقين الى العلا و التفرد.
الابداع ماثل في شتى مناحي الحياة نجده في الموسيقى و الأفكار التسويقية و البرامج و الدعايات و الألعاب..الخ
حتى الطعام ابداع؛ كنت دائماً أتابع RACHEAL RAY و أعجب بفنها في اختراع وصفات الطعام و المزج بين المطبخ الايطالي مع المطبخ الامريكي و الخروج بوصفات مبتكرة مليئة بالأعشاب الطبيعية و الفن و الذوق ..
الكتابة ضرب من ضروب الابداع حين تتدفق الكلمات كبحر هائج و تصبح لآلى على صفحات الورق، الكتابة فن تنظيم الأفكار و المزج بينها و الخروج بموضوع متناغم سلس،،أما أنا فأحزن أحياناً على أفكاري حين أبدا الكتابة فانتقل من فكرة الى أخرى دون أن أوفي الأولى حقها ، فأعود الى الأولى و أهمل الثانية أو انتقل لفكرة مختلفة تماماً، وهكذا اعيث دماراً و فوضـى شامليين في أفكاري ، حتى أضيع أنا و يضيع من يقرأ موضوعي.
حتى الحب ابداع حين يخرج عن كلاسيكيته و رتابته و نمطيته إلى أشكال أخـرى مبتكرة فيها التجديد و التنويع ، فـجميل في الحب هيجانه و ثورته و عناده و خصامه، لا انسجامه و اعتياده.
الابداع: جزر بلا مد ، عواصف لا تهدأ أمطارها ، الابداع هو الفيصل لانه يسمي أحدنا انسان أحرز التقدم و التغير و الآخر سماه بأنه انسان قابع خلف قضبان الجمود و التعود.
قال أبو القاسم الشابي:
و من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
هذا هو جنون الابداع : المغامرة و التحدي ، كم أعجب بـ ” هواة المخاطر” ، كالقفز المظلي عن ارتفاعات شاهقة ، أو تسلق جبل عال ،أو الغوص في أعمق أعماق البحر،أو اكتشاف غابة مجهولة ، أو بعض أنواع الرياضات التي تتطلب جرأة و مهارة و رشاقة كبيرة ، فتلك المخاطر تتطلب شجاعة و ثقة عالية بالنفس و القدرة الأهم الرغبة في مواجهة المجهول..
الابداع في مختلف أوجه الحياة أكان في العمل أم الكتابة أم تنظيم الوقت أمور تدفعني للاعجاب باولئك المبدعين و محاكاتهم.. و علني لا أجد أي ضيراً في ذلك،فالرغبة في التغيير حتماً هي بداية التغيير .
أما اصرارنا على أن ولدنا هكذا أو كيف يمكن لنا أن نحصل الابداع ، ما هي الا أساطير و خرافات سجننا أنفسنا و تفكيرنا داخلها فابتلينا بـداء ” الروتين القاتل” .
قد أتهـم هنا بأني ظلمت الابداع في هذا المقال ؛فلم أتحدث عن تعريفاته أو شروطه و محدداته أو أنه مكتسب أو وراثـي، أو كيف نجدد المبدع من عدمه..
أنا أرفض هذا التحصيص الضيق الاطار للابداع، لاني ارى ان الابداع موجود و كامن داخلنا بكامل قواه..غير أنه ينتظر اشارتنا ..
الابداع كون فسيح و لوحة زاخرة بالألوان،و لدخول هذا الكون أو رؤية تلك اللوحة ما علينا الا البحث عن الرقي و التميز و ايقاظ قوانا داخلنا..
أنا اعترف أن شهادتي عن ” الابداع ” مجروحةالإبداع كلمة أجل من أن تخطها الأنامل فالابداع عالم بلا حدود ، و تميز غير مشروط ، و عطاء متأصل ، الابداع لوحة فنية تمردت و ثارت على رسامها فعبثتالألوان في ساحات لوحته لتنتج تميزاً و تفرداً و أصالة ، جاء من ثورة هذه الألوان آفاق واسعة و أكوان فريدة و عوالم غامضة لا بد من سبر أغوارها و كشف كنهها.
هل الابداع هو التميز ؟ أم أن التميز هو الابداع ؟ هل التميز وليد الابداع؟ أم عسـى أن التميز و الابداع وجهان لعملة واحدة ؟ اسئلة قد نتفق في اجاباتها و قد نختلف، لكن المحصلة واحدة أن الابداع أو التميز مطلب لا بد منه.
لنراجع سوياً أين نجد الابداع ؟ الابداع نجده ماثلاً في كل مكان ؛فربة المنزل تلك التي تفننت في ترتيب قطع الأثاث بطريقة ذكية و أختارت الألوان بحس فني مرهـف و ذوق عال ، و زرعت الشموع هنا و الأضواء الخافتة هناك .تلك السيدة حتماً مبدعة ، لإنها جعلت من بيتها متحفاً تجول فيه الأنظار و تصول اعجاباً و غيرة.
و تلك الطالبة التي جعلت من دفترها مرسماً؛ فخط مزخرف هنا و اطار متعرج هناك و ألوان صاخبة ضجت منها زوايا الدفتر ،تلك الطالبة مميزة لاننا لم نجد دفتر يماثل دفترها عنفواناً و خيالاً و جرأة.
أما ذلك الإنسان البارع في اختيار كلماته و جعل عباراته سيفاً قاتلاً لمن جرحه،ذلك البارع في تحويل مواقف التوتر و الانفعال و القلق و الضيق إلى أخرى ملؤها الراحة و السكينة ، هو انسان برع في امتصاص غضب الآخرين و ضيقهم بطريقة دبلوماسية راقية ، فأقام علاقات اجتماعية ناجحة أحبه كل من رآه و حزن لفراقه، ذلك الشخص هو انسان مبدع مميز لإنه ببساطة لا يشبهنا.
يا ترى هل للابداع مكان معين و زمان محدد يحصل من خلالهما؟ هل الابداع هو حكر على العلماء و العباقرة و المخترعين ؟ هل شرط الابداع أن يكون اختراع ذرياً معقداً أو نووياً مدمراً؟
أن أرى أن الصورة مختلة تماماً؛ فنجاح الموظف في تنطيم يومه الوظيفي لكي يوائم بين جميع متطلبات و ضغوطات عمله، فما أن ينتهي يومه حتى ينجز ما عليه بحرفية و اتقان و مهارة ذلك ابداع و تميز ، لانه تفرد في ذلك .
و القدرة على اختيار الملابس و الملائمة بين القطع و الألوان و الاكسسوارت و ذلك حسب نسق منظم و مهارة عالية ، هو بحد ذاته ابداع ،لانه يدفع الجميع للتساؤل و الرغبة في المحاكاة و التقليد أو حتـى السير على هداها.
الابداع : حكاية ثائر و ثورة ، هو نار أضرمت و لن تنطفأ الا انجازاً و اتقاداً و تميزاً و سبقاً لم يحصل بعد..
الابداع : رفض حازم للكلاسيكية ، هو ضرب في عرض الحائط لان نكون مستنسخين عن الآخرين ، هو جنون محبوب ، و بصمـة لن تمحيها الأيام.
الابداع و التميز كلمات تعزف على وتر واحد لتجرفنا الى شاطىء “الجديد” حيث لا أحد سوى السباقين الى العلا و التفرد.
الابداع ماثل في شتى مناحي الحياة نجده في الموسيقى و الأفكار التسويقية و البرامج و الدعايات و الألعاب..الخ
حتى الطعام ابداع؛ كنت دائماً أتابع RACHEAL RAY و أعجب بفنها في اختراع وصفات الطعام و المزج بين المطبخ الايطالي مع المطبخ الامريكي و الخروج بوصفات مبتكرة مليئة بالأعشاب الطبيعية و الفن و الذوق ..
الكتابة ضرب من ضروب الابداع حين تتدفق الكلمات كبحر هائج و تصبح لآلى على صفحات الورق، الكتابة فن تنظيم الأفكار و المزج بينها و الخروج بموضوع متناغم سلس،،أما أنا فأحزن أحياناً على أفكاري حين أبدا الكتابة فانتقل من فكرة الى أخرى دون أن أوفي الأولى حقها ، فأعود الى الأولى و أهمل الثانية أو انتقل لفكرة مختلفة تماماً، وهكذا اعيث دماراً و فوضـى شامليين في أفكاري ، حتى أضيع أنا و يضيع من يقرأ موضوعي.
حتى الحب ابداع حين يخرج عن كلاسيكيته و رتابته و نمطيته إلى أشكال أخـرى مبتكرة فيها التجديد و التنويع ، فـجميل في الحب هيجانه و ثورته و عناده و خصامه، لا انسجامه و اعتياده.
الابداع: جزر بلا مد ، عواصف لا تهدأ أمطارها ، الابداع هو الفيصل لانه يسمي أحدنا انسان أحرز التقدم و التغير و الآخر سماه بأنه انسان قابع خلف قضبان الجمود و التعود.
قال أبو القاسم الشابي:
و من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
هذا هو جنون الابداع : المغامرة و التحدي ، كم أعجب بـ ” هواة المخاطر” ، كالقفز المظلي عن ارتفاعات شاهقة ، أو تسلق جبل عال ،أو الغوص في أعمق أعماق البحر،أو اكتشاف غابة مجهولة ، أو بعض أنواع الرياضات التي تتطلب جرأة و مهارة و رشاقة كبيرة ، فتلك المخاطر تتطلب شجاعة و ثقة عالية بالنفس و القدرة الأهم الرغبة في مواجهة المجهول..
الابداع في مختلف أوجه الحياة أكان في العمل أم الكتابة أم تنظيم الوقت أمور تدفعني للاعجاب باولئك المبدعين و محاكاتهم.. و علني لا أجد أي ضيراً في ذلك،فالرغبة في التغيير حتماً هي بداية التغيير .
أما اصرارنا على أن ولدنا هكذا أو كيف يمكن لنا أن نحصل الابداع ، ما هي الا أساطير و خرافات سجننا أنفسنا و تفكيرنا داخلها فابتلينا بـداء ” الروتين القاتل” .
قد أتهـم هنا بأني ظلمت الابداع في هذا المقال ؛فلم أتحدث عن تعريفاته أو شروطه و محدداته أو أنه مكتسب أو وراثـي، أو كيف نجدد المبدع من عدمه..
أنا أرفض هذا التحصيص الضيق الاطار للابداع، لاني ارى ان الابداع موجود و كامن داخلنا بكامل قواه..غير أنه ينتظر اشارتنا ..
الابداع كون فسيح و لوحة زاخرة بالألوان،و لدخول هذا الكون أو رؤية تلك اللوحة ما علينا الا البحث عن الرقي و التميز و ايقاظ قوانا داخلنا..
أنا اعترف أن شهادتي عن ” الابداع ” مجروحة